الأربعاء، 13 يناير 2010

الشباب والشيشة

مرشدك إلى صحتك الشباب والشيشة أوضحت دراسة سابقة للمنظمة العام الماضي 2006 أن المقهى هو المعقل الأول لالتقاط عادة تدخين الشيشة، خصوصًا أن التطور الذي لحق بشكل المقهى جعله جاذبًا للشباب والفتيات على حدٍّ سواء، فأصبحت الفتيات لا تجد غضاضة في الجلوس بالمقهى.

وأشارت الدراسة -التي جاءت تحت عنوان "الشباب والشيشة"- والتي أجريت في خمس محافظات مصرية على عينة شملت 5585 شابًّا وفتاة تتراوح أعمارهم ما بين 15 - 35 سنة إلى أن رد فعل الأسرة تجاه تدخين الشيشة ضعيف وتأثيره غير ملموس في الأبناء المدخنين، كما أن كثيرًا من الأسر تعرف بتدخين أبنائها للشيشة ولا ترى غضاضة كبيرة في ذلك।

وكشفت الدراسة عن حالة الغموض وعدم الوضوح لدى الشباب بأضرار الشيشة، رغم اعتقادهم بأنها تقود إلى تدخين أنواع أخطر من المخدرات، واعتقاد بعضهم أن الشيشة ليس لها ضرر على الصحة، وأنها تضمن لمدخنيها وضعًا متميزًا بين الأصدقاء، وتُضفي عليهم جاذبية ولا تشكل عائقًا بينهم وبين قبول المجتمع لهم، بل وقبول الجنس الآخر للاقتران بهم. وأظهرت الدراسة البُعد الاقتصادي لتدخين الشيشة، حيث بيّنت نتائجها أن الإنفاق على الشيشة يمثل أولوية بنسبة تصل إلى نحو 50% من مصروف الطلبة و10% من دخل الشباب العاملين، لافتة إلى إحجام الشباب من مدخني الشيشة عن محاولات الإقلاع عنها خوفًا من رد فعل الأصدقاء أو تحت وطأة الفراغ

وأشارت الدراسة إلى الأثر الكبير للقنوات الفضائية في انتشار ظاهرة تدخين الشيشة بما تقدمه من صورة يراها الشباب إيجابية وجذابة، وفي المقابل يرى الشباب المشارك في العينة أن البرامج الخاصة بالتوعية ضد التدخين ليست جذابة ولا تحقق الغرض منها।

وأرجع الشباب المدخنون للشيشة ما يفعلونه إلى وقت الفراغ وتقليد الأصدقاء، وسهولة الحصول على الشيشة والاعتماد على شكلها، إضافة إلى الاعتقاد بأنها أخف ضررًا من السجائر، أو أنها تخفف من ضغوط الحياة وأرخص من السجائر।

ولفتت الدراسة أيضًا إلى أن 49% تقريبًا من المشاركين في عينة البحث التي أجرتها المنظمة، أعربوا عن اعتقادهم بأن الشيشة أكبر ضررًا من السجائر، وأنها تساعد على نقل الأمراض ولها تأثير في الجهاز التنفسي، فيما أعرب 51% تقريبًا عن اعتقادهم إما بأن تدخين الشيشة مساوٍ للسجائر في الضرر أو أقل ضررًا।

ويقول الباحث في مركز السيطرة على التبغ الدكتور تشارلز وارين إنه إذا نظرنا إلى المعدلات الحالية في التدخين وزيادتها عند النساء، فسوف يكون العدد المتوقع للوَفَيَات من التدخين هو 10 ملايين نسمة في عام 2020، حيث ما زالت المعدلات الحالية تشير إلى وفاة نحو 5 ملايين نسمة سنويًّا من التدخين। حتى في رمضان

وتشير تقارير صحية من جانب "الجمعية المصرية الدولية لمكافحة الإدمان" وجمعيات أنصار البيئة إلى أن "الخيم الرمضانية" التي ترتبط أساسًا بتدخين الفتيات والفتيان للشيشة في هذه الخيم وهم يتسامرون أو يستمعون إلى أغان شبابية أو يلعبون، ينتج عنها زيادة رهيبة في تدخين الشيشة تصل إلى 25%. ويحذر هشام عباس رئيس مجلس إدارة الجمعية من أن ظاهرة تدخين الشيشة تزيد بنسب خطيرة في رمضان؛ بسبب هذه الخيم الرمضانية والمقاهي، داعيًا الجهات الرسمية المسئولة عن الترخيص لهذه الخيم والسهرات الرمضانية لمنع تدخين الشيشة فيها والسجائر، مع تعويض روَّاد هذه الخيم ببرامج رمضانية مفيدة، مثل البرامج الدينية والأغاني أو الأشعار أو المسابقات بين غير المدخنين وتقديم جوائز لهم، وتكريم ما أسماه "الخيم الصديقة لرمضان" التي تحصل على وسام "أيزو الفراعنة" الذي يتم منحه للخيم التي تلتزم بنصائح الجمعية بخصوص مكافحة التدخين. لماذا الشيشة؟ وكانت الجمعية المصرية لمكافحة الإدمان قد أجرت دراسة لمحاولة معرفة أسباب إقبال بعض السيدات -خصوصًا- على تدخين الشيشة بالنظر لخطورة التدخين على الفتيات والسيدات، وأكدت الدراسة أن الرغبة في التمرد على عادات المجتمع كانت أول الأسباب التي جعلت الفتاة تقبل على تدخين الشيشة، بالإضافة إلى الفراغ. وقد نشرت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة في وقت سابق إحصائية طريفة عن تزايد استهلاك الفحم الذي يستخدم في الشواء وإشعال نار الشيشة في شهر رمضان، ونقلت عن تجار فحم قولهم إن القاهرة تستهلك فحم بـ15 مليون جنيه (حوالي 2.8 مليون دولار) في رمضان، وأن المقاهي في القاهرة تستهلك 450 طن فحم بواقع 10 كجم للمقهى الواحد يوميًّا، أي بما يعادل 15 مليون جنيه في هذا الشهر فقط!.